( الحصاد ات واول الغيث   اذار )

منذ 2 شهر 1 يوم 11 س 58 د 54 ث / الكاتب houssein choker

علي عبد الكريم المصري

كازاهير اللوز  تفتحت في الشجر العتيق ،  وكشحت الطبيعة عنها  ثوبها العبوس ، وتدلت خيوط  الشمس وهجا تطرد حبات الندى  عن  الازهار الزاهية الوانها حيث افترشت وجه الاديم،  لتكشف عن جمال خالقها وعظمته  وابداعاته  التي طالت المجرة  رسما وتصويرا . 
انه قوس قزح رسم علامات النصر بالوانه البديعة  المتداخلة  واللامتناهية.
 وها هي الرواسي .زادها البياض هيبة ووقارا، وأضاف إليها بريقا  ورصانة  وهدوءا
 والاشعة ارسلت  خيوطها   العملاقة المتوهجة  على بساط الارض الخلاب ، تزيدها رونقا وهيبة .

وعلى غير عادة، زقزقات وترانيم عصافير  غردت في حديقتنا، تفتش عن طرين لها، وتزداد صفيرا وهرجا وكرجا إذ ما وجدت رفيق العش لتبني أسرة تستمر فيها الحياة .
الزرع بات نضرا ،  لبسته البسيطة  حجابا ، لتستر عورتها  ،وتخفي سوءتها  من كالح ايامها ،وكأنما الغدير القادم من عل،يسأل عن سبيل نجاته ليغور في اثلامها فتمتلىء فرحا ومرحا  وغوثا

كثيرة هي الأعمال، في شهر نوار كما احبوا تسميته ، واكثرهم كان تواقا  يصل ليله بنهاره يسن المنجل، يتفقد الحبل والدلو ، والمنشار والقطاعة والشاروخ  والصمد والسكة، يحمل على ظهر دابته، وجع العمر .، لينطلق نحو البعيد بعينين متسمرتين، يسأل عن مستقبل  ما زال مبهما  في وسط تزاحم التساؤلات وحجب الرؤية . 

لقد اينع الزرع  باكرا ، وتشابكت الزنود السمراء  مع الايادي المتعبة انه موسم الحصاد ،وسط سيل   من الحصادين  عطشى جباههم التي  تصببت  عرقا وكفاحا ومشقة وتعبا،   صيحات علت الحناجر و ارتفعت الأصوات اناشيدا .
يا شباب العرب هيا وانطلق يا موكبي 
من جذور الأرض العميقة  وشقوقها  خرج شبابها  وشاباتها .طلابها وجنودها  مثقفيها ، وكل الفئات استردت عنفوانها  واستعادت الامل المزروع في  عين الشمس 
  وكان النظر إليها كمن  يحاول ان يطرد الظلام  المتعفن في جوف الليل،  الذي انفجر وهجا وبهجة  وزغردة وبشرى وافراحا  واناشيدا  متحملقة حول  المولود الجديد. فاطلقوا عليه  العطاء الاكرم،  وكان 
 يوم الثامن من اذار العام 1963 ثورة  البعث المجيدة ثورة المتعبين وابناء الحياة .

وبالرغم من كل الارهاصات  التي رافقت الثورة وبعض المعوقات  التي أرادت بسورية العودة إلى المربع الأول تمكن الحزب منطلقا  بارادة عظيم امتنا   الخالد حافظ الأسد  في حركة تصحيحية وضعت اهدافا لها للانطلاق  مجددا في تطوير وتحديث سورية، وتمكين الحزب من إعادة النظر ببعض الافكار التي  قيدت حركته، وسرعان ما انطلق  متحررا واضعا الفرضيات الكفيلة لإعادة بناء سورية على أسس قوية  مكنتها من إعادة الاعتبار للجندي العربي في حرب تشرين التحريرية العام 1973  ودحض كل نظريات التخاذل والخوف  التي تحول دون تحرير فلسطين وباقي الاراضي العربية المحتلة . 
كما اعادها  كقضية قومية نظرا لاهميتها على خارطة الصراع العربي الصهيوني كاولوية  وهذا ما عزز مكانة سورية عربيا واقليميا ودوليا . وصولا  الى إعادة ترتيب وضعها الداخلي. بما يؤهلها وضع  خطط لتنمية اقتصادها  مترافقا مع تصاعد النمو وصولا الى حدود الاكتفاء . وهذا ما جعلها محط أنظار الصديق  والعدو .
الذي كان هاجسه الاساس الخوف من تنامي قدرة الجيش العربي السوري  الاستراتيجية . التي باتت تهدد مصير الاحتلال .وجعلوا من سورية هدفا  لاسقاطها وتقسيمها  واضعافها . فاذا ضعفت سورية ضعفت فلسطين .  وتغيب قضيتها كما يحصل اليوم تماما وعليه أعلنوا العدوان والحرب العالمية عليها في  15/3/2011
 وتمكنت سورية بفضل قيادتها الحكيمة .

وبارادة جيشها وتضامن شعبها وقدرة رئيسها الرفيق الدكتور بشار الأسد . إلى جانب القوى الحليفة والرديفة من هزيمة الإرهاب الصهيواميركي إلى غير رجعة .

بحيث شكلت الثورة بارقة امل. كشفت عما تريد  تنفيذه. ودعت إلى تحقيق أمانيها .في أكثر من خطوة طالت شرائح الناس جميعها  في عملية تشاركية لاعادة البناء والتنظيم  والادارة واعطاء اولوية للقوات المسلحة
وبعدها انتقلت من الدروس المستقاة من الواقع الاليم  إلى المستقبل الواعد الذي ما زال مامولا على يد قادة كبار  عرفوا ان الطريق صعبة  فرفضوا التوقيع والتطبيع والانحناء  وفتحوا حوارات للتطوير والتغيير  بهدف تحقيق الاهداف  الواقعية  والموضوعية لبناء حزب ودولة  من اجل خدمة الانسان  وتحريره  من كل القيود  والعقد والكشف عن الخطط الجديدة ذات الكلفة الاقل   والاسهل تنفيذا  على يد أيقونة العرب وعظيم أمتنا وقائد مسيرتها 
رئيس الجمهورية العربية السورية 
الرفيق الدكتور بشار حافظ الاسد
 سبيلا نحو التطوير والتغيير والبناء  والتحرير والنصر  والنهوض بامتنا مجددا الى حيث يجب ان تكون 
وأننا لقادرون